الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

ذكرياتي مع جدي

لم أعلم اني ورثت التعبير عنه
طالما تساءلت أين تقع النقطة الرئيسية للملكة؟
ولطالما كنت أقنع نفسي ان اصلها امي
ولكننا اكتشفنا اليوم انه جدي
كان يكتب مذكراته طوال عمره
ولم يعلم أحد حتي جدتي
لم تعلمكم هذأ
غريب ان يكون لدي الانسان عالم اخر نقي صادق لا يعلمه الا هو ..
ظللنا نتصفحهم ونبكي ونضحك معه وعلي حسه الفكاهي
كم كان في السنوات الاخيرة حزين ولا يبتسم قلبه الا قليلا
بكينا لصدقه
بكينا لجهلنا به
ايان لنا الا بعد ان سافر الي اللاعودة ان نعرفه؟
كم هذا مؤسف
ان لا تعلم قيمة الانسان الا بعد فقدانه
لا استطيع محي صورتين من خيالي ..
الاولة وانا طفلة كنت قد اصريت في تلك الليلة ان ابقي عند جدي وجدتي
وقد كان
واذا بي استيقظ الساعة السادسة والنصف صباحا
لاجد جدي وبجانبه كوب القهوة باللبن الشهير واذاعة القران الكريل الغير واضحة وهو جالس علي اريكته
ويرتدي "الطاقية"والنظارات الطبية"التي تجعل وجهه وعيونه كعيون الاطفال وبيديه الجريدة ..
مستيقظ ويقظ لخطواتي ليحنو الي بكلماته"تعالي اقعدي معايا"
وتعلمت معه معني "تنفس الصعداء"
والاستمتاع بلسعة نسيم الصباح
اما الصورة الاخري هي اخر مرة رايته
كم كأن ضئيل الجسد
صبوح الوجه
كم كان صوته يان بألحنان..
كنت عندما اقبل جبينه يدعو لي"ربنا يخليكي"نادرا ما كأن يقبله احد
احبه جدا..
كم اتمني ان امسك بيديه الأن
وهو وحده يخاف من الظلام بل يرتعد منه لاطمئنه وانهنه
واقبل جبينه لاخر مرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق